في سلسلة التطور المعرفي للجينوم البشري وبعد الاحتفال بثمرة عقود من الجهد المتواصل في رسم خارطة الجينوم البشري أصبح لدينا قاعدة بيانات كبيرة نسفت بعض مسلمات الحياة. والمعلومات المتوفرة تعارض أن يكون هناك تطور في الجينوم من كائن إلى آخر.
وكان أول الضحايا نظرية النشوء والتطور لداروين (عمرها أكثر من 150عاما).
النظرية التي طالما استخدمها بعض المتعلمين وجادلونا بها - وكأنها حقيقة علمية - في خلق الإنسان تعارض ما أخبرنا القرآن عنه صراحة في خلق الإنسان.
سقوط نظرية النشوء (ولتعلمن نبأه بعد حين) أوجد فراغا هائلا لمن ليس لديه رؤية واضحة.
هذا الفراغ دفع بالعلماء للبحث والتحري.
بيريانن سيناباثي (عالم بيولوجي، كيميائي وباحث في الجينوم) و كان من أشد المؤمنين بنظرية النشوء والتطور أثار أسئلة كثيرة عن خلق الكائنات ونشوء الحياة.
وتبين له أن المعلومات من الكثافة بحيث تحتاج إلى برنامج كمبيوتر مصمم خصيصاً لهذا الغرض فعمد إلى تعلم برمجة الكمبيوتر في محاولة للحصول على جواب عن أسئلته عن منشأ الحياة ، وتفسير تنوع الأحياء.
ثم قام بتغذية قاعدة الجينوم المعلوماتية والوظائف المبرمجة في الجين وخصائص البروتين (مادة بناء الأحياء) ومتطلبات الحياة إلى البرنامج في محاولة للوصول إلى حقيقة تكون الكائنات المختلفة من هذه السلسلة الجينية التي لم تتكون عبثا (Random) بل بقدر محكم.كان نتيجته أن خلقت الكائنات وهناك تشابه كبير في الجينوم بينما هناك اختلافات خاصة بكل كائن. ثم خرج بالنظرية الخلق المتزامن، التي كانت كتأبين لنظرية النشوء والارتقاء.
وتقول النظرية أن الكائنات خلقت مع بعضها مستقلة كل على حده ولم تكن نتيجة تطور بعضها عن بعض. كما تقول بأن نظرية النشوء والتطور نظرية خاطئة في أساسها.
وقد استطاع سيناباثي أن يعطي سيناريو متكاملا لنشوء الأحياء من دون أن يكون هناك حلقات مفقودة -كما كانت الحال مع نظرية داروين- بل لقد وجد تفسيرا للحفريات التي كانت تناقض نظرية داروين للنشوء والتطور.
ومن المعلومات المتوفرة أخيرا عن الجينوم البشري ومن المزيد من الحفريات كسبت هذه النظرية مزيدا من التأييد لاشك سيرفعها قريبا إلى مستوى الحقيقة العلمية.
أخضعت النظرية لاختبارات قاسية وعرضت عليها أسئلة معقدة عن الحياة ووجد الجواب مطابقا للواقع ومكتوبا على الجين البشري.
في البيت العربي نعلن موت نظرية النشوء والتطور لداروين، وأن نظرية تزامن الخلق حلت محلها.