نتنياهو صادق على اغتيال المبحوح والتقى منفّذيه!

التزمت دولة الاحتلال الصمت أمام الكشف عن مصادقة رئيس
الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو على عملية اغتيال محمود المبحوح في
دبي، واكتفت بما تنقله وسائل إعلامها على لسان مصادر مسؤولة أو أمنية التي
تركّز على أن الأهم في الموضوع يبقى نجاح اسرائيل في قتل المبحوح، وهو إحدى
أهم الشخصيات التي أوردتها في قائمة المطلوبين لها. وركّزت الصحف
الإسرائيلية على ما نشرته صحيفة "صاندي تايمز" البريطانية بأن نتنياهو صادق
شخصياً على عملية الاغتيال خلال زيارة له لمقر قيادة جهاز الموساد في مطلع
شهر كانون الثاني الماضي. إذ بحسب الصحيفة البريطانية فقد استمع نتنياهو
بدايةً لتفاصيل العملية من قبل رئيس الموساد مئير دغان ، ثم التقى عدداً من
أفراد الفريق الذي نفّذ عملية الاغتيال وقال لهم ان الشعب الاسرائيلي
يعتمد عليهم، متمنيًا لهم النجاح في هذه المهمة.
ولفتت الصحيفة إلى ان "الموساد" عمل على ترتيب عملية الإغتيال أشهر طويلة،
وقالت ان التحقيقات لم تحدد بعد سبب وفاة المبحوح، إن كان خنقاً أو بالسم.
وكان الموساد قد تلقّى معلومات حول اعتزام المبحوح زيارة دبي، وباشر فوراً
بوضع خطة لإغتياله في الفندق الذي سينزل فيه، فيما تدرب عناصر الخلية في
غرفة في فندق في تل أبيب دون علم صاحبه. وبحسب ما نقلت الصحيفة فإن المبحوح
غادر دمشق إلى دبي يوم 19 كانون الثاني وسط تقديرات إسرائيلية ان وجهته هي
ايران بهدف ترتيب وصول اسلحة الى غزة. وأضافت الصحيفة أن المبحوح زار دبي
عدة مرات ولم يكن يشعر بالقلق لزيارتها مرة اخرى.
ونقلت الصحيفة عن مصدر إسرائيلي وصفته بواسع الاطلاع قوله إن الفرق كانت
على علم تام بشبكة الكاميرات في دبي، إلا أنها ذهلت من قدرة الشرطة في دبي
على إعادة تركيب وتجميع كل هذه الصور لتروي الحكاية. وبعد استعراض
للتداعيات على علاقات إسرائيل بالدول التي استخدمت جوازاتها في عملية
الاغتيال، تقول الصحيفة إن ردود الفعل في إسرائيل متضاربة، فقليلون من
سيذرفون الدمع على موت احد كبار القادة في "حماس"، إلا أن هناك استياءً لأن
جهاز "الموساد" قد يكون أضرّ بسمعة البلاد في الخارج، وإن العقل المخطط في
الموساد مئير داغان قد يجد نفسه في النهاية ضحية الحرب السرية التي شنها
بنفسه.
إلى ذلك، ذكرت مجلة دير شبيغل الالمانية ان الفريق المنفّذ لعملية الاغتيال
استخدم جواز سفر المانياً حقيقياً تم اصداره وفقاً للقانون في الصيف
الماضي بمدينة كولونيا الالمانية وهو يحمل اسم ميخائيل بودنهاينر. وتسعى
السلطات الالمانية حاليا الى العثور على هذا الشخص.